لقد كانت أوساط الجريمة المنظمة الروسية أكثر قدرة على الجريمة من المافيا الإيطالية، كما أنها أخطر من المافيا الإيطالية بكثير، حيث أنها كانت تقوم بكل أعمال الجريمة المحظورة، وتتضمن هذه الأنشطة المخدرات، التفجيرات، التهريب، و التجارة بالعاهرات و المواد الإباحية، والاحتيال على الإنترنت ، كما انها تسيطر على السوق السوداء للسلاح في العالم . وتضم من100000 إلى 500000 عضواً. و تقوم بقتل أي عضو تابع لها يتم سجنه سواء قبل أو بعد الإفراج عنه .كما ان نفوذها يصل لجميع أنحاء العالم.
ظهرت المافيا الروسية بعد الحرب العالمية الثانية مع ظهور السوق السوداء إلى أن تمكنت من السيطرة على أغلب الاقتصاد الروسي، كما تعد ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ حذرا و ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﺃﺩﺍﺀ ﺷﺒﻪ ﻋﺴﻜﺮﻱ، فهي ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ عدد كبير من الفقراء الذين ﻳﺮﻯ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺭﻭﺑﻦ ﻫﻮﺩ ﺍلأﺳﻄﻮريه حيث أنه ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺮﻕ من الأغنياء أموالهم ﻟﻴﺘﻘﺎﺳﻢ هذا ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ، وﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 1945م الى 1953م، قامت ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻦ المافيا ﻭبين ﻣﺠﺮﻣﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭقد أطلق عليهم مصطلح ﺑإﺳﻢ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻫﺮﺍﺕ، حيث قامت ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ بتشجيع ﺫﻟﻚ العمل ، غير ان المافيا الروسية نمت ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ وصل ﻋﺪﺩ أعضائها إلى ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺷﺨﺺ.
كما تغلغلت المافيا الروسية إلى النظام المصرفي العالمي، و مارست لعبة تبييض الأموال القذرة، ووصلت إلى شواطئ برايتون وميامي، كما أنها تغلغلت في المؤسسات المصرفية العالمية الشهيرة مثل وول ستريت في نيويورك، كما كان للمافيا الحمراء قوة عظمى للجريمة، وفي أحد المقابلات مع أحد زعماء المافيا الروسية اعترف ببيع طائرات الهليكوبتر الروسية إلى تجار المخدرات في كولومبيا وذلك بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، كما أنه كان ينوي أن يبيع غواصة روسية بقبطانها المتقاعد وطاقمها، ولكن تم إعتقاله بواسطة الشرطة الأمريكية الخاصة بمكافحة تجار المخدرات قبل عقد صفقة هذه الغواصة بقليل.
وقد صرحت حماية الصحفيين في نيويورك عام 1997م بأن الصحفيين الذين يقومون بتحقيقات مطولة عن المافيا وفضائح الفساد يعروضون أنفسهم لخطر كبير، و أصبحت عملية إغتيال الصحفيين عملية روتينية،فلقد نشرت المافيا الحمراء جو من الرعب الشديد في وسط الصحفيين. وفي الحقيقة أن المافيا الروسية في السنوات الأخيرة لم تصل إلى أمريكا فقط، ولكنها وصلت إلى فرنسا والشاطئ اللازوردي. كما انها تخترق الجيش الصهيوني و تقوم بتهريب سلاحه و بيعه لمن يدفع اكثر.
